نتنياهو في واشنطن بمهمة “معقدة” | سياسة sky news

admin24 يوليو 2024آخر تحديث : منذ شهرين
نتنياهو في واشنطن بمهمة “معقدة” | سياسة sky news

واشنطن- سيصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من يتحدث أمام مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) من بين الزعماء الأجانب، إذ سيتخطى بكلمته، اليوم الأربعاء، ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الراحل الذي تحدث 3 مرات أمام الكونغرس إبان الحرب العالمية الثانية.

وخاطب نتانياهو الكونغرس 3 مرات من قبل أعوام 1996 و2011 و2015.

وتمثل زيارته وإلقائه كلمته فرصة كبيرة سيستغلها لدعم موقفه الداخلي في وجه تصاعد الاحتجاجات المطالبة باستقالته، وتعزيز الدعم الأميركي، والتمهيد لعلاقات قوية مع المرشحين الرئاسيين: الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس.

ولم يتوقع خبراء -تحدثت إليهم الجزيرة نت- وقوع أي اختراقات دبلوماسية كبيرة تجاه صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

استغلال

لا يُتوقع أن تتغير ملامح السياسة الأميركية تجاه أزمات الشرق الأوسط على الرغم من التحولات السياسية الداخلية الكبرى التي شهدتها الولايات المتحدة خلال الأيام والأسابيع الأخيرة.

وفي حديث للجزيرة نت، قال السفير ديفيد ماك مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط إن نتنياهو “بارع جدا في استغلال السياسة الأميركية لتعزيز سلطته في السياسة الإسرائيلية”.

وأضاف أن دعوته إلى التحدث في جلسة مشتركة للكونغرس “مرحب بها” رغم أنه سيكون هناك العديد من منتقديه بين الأعضاء الديمقراطيين وحتى بين عدد قليل من الجمهوريين الذين سيغيبون عن الجلسة بسبب معارضتهم لسياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وتعتزم كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن، والمرشحة الأبرز على بطاقة الحزب الديمقراطي لانتخابات 2024، لقاء نتنياهو أثناء وجوده في واشنطن. ولن تحضر الجلسة بصفتها رئيسة مجلس الشيوخ نظرا لارتباطات مسبقة لها كما ذكر البيت الأبيض، وسيحل محلها السيناتور بن كاردان.

وستتجه الأنظار إلى اجتماع نتنياهو المزمع مع هاريس بسبب التحولات التي عصفت بالحزب الديمقراطي مؤخرا وأدت إلى أن تحل مكان الرئيس بايدن مرشحة محتملة للرئاسة بعد إعلانه انسحابه. وسيركز اللقاء على تأسيس علاقة شخصية بينهما، في حين سيركز اجتماع نتنياهو بايدن على قضايا ومعضلات الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقال جوناثان شانزر، نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مركز بحثي مقرب من إسرائيل في واشنطن، إن “هذه لحظة حاسمة للقادة الإسرائيليين والأميركيين، وأكثر أهمية مما يدركه الكثيرون”.

خلافات متكررة

في حين جادل السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين بأن اجتماع نتنياهو هاريس له عواقب سياسية أكثر من أي محادثة يمكن أن يجريها نتنياهو مع بايدن. وبرأيه، ستُتاح لهاريس، بصفتها المرشحة الرئاسية المحتملة، فرصتها الأولى لعرض أوراق اعتمادها كقائد أعلى للقوات المسلحة في اجتماعها مع نتنياهو، مع توضيح وجهات نظر حملتها تجاه إسرائيل.

وعلى الجانب الآخر، أفاد الرئيس السابق دونالد ترامب بأنه سيجتمع مع نتنياهو هذا الأسبوع، وهو أول لقاء بينهما منذ مغادرة ترامب البيت الأبيض.

وقال بيان لترامب “نتطلع إلى الترحيب ببيبي نتنياهو في مار لاغو في بالم بيتش بفلوريدا. خلال فترة ولايتي الأولى، كان لدينا سلام واستقرار في المنطقة، حتى أننا وقعنا على اتفاقيات أبراهام التاريخية، وسنعمل على توسيعها مرة أخرى”.

وباعتقاد السفير ماك، فإن اجتماع نتنياهو مع ترامب سيزيد من الشعور بأن إسرائيل تتدخل في العملية السياسية الأميركية، ومن غير المرجح أن يزيد دعم واشنطن لها إذا لم تتراجع حكومة نتنياهو عن سياساتها المتشددة وتقبل وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف أن هناك ما عدّه تشويقا كبيرا حول ما إذا كان اجتماع المكتب البيضاوي مع بايدن سيُعقد أم لا “حيث كان تاريخهم الشخصي مليئا بالخلافات المتكررة”.

وأوضح ماك أن بايدن استاء بشدة من تدخل نتنياهو في السياسة الأميركية عندما استغل زيارة سابقة إلى واشنطن للدعوة ضد الاتفاق النووي الإيراني مع الولايات المتحدة والحكومات الأخرى التي وضعت قيودا على تقدم طهران النووي، وهو اتفاق انتهى لاحقا عندما وصل ترامب إلى السلطة عام 2017.

صعوبات

قبل يوم من وصول نتنياهو إلى واشنطن، أصدر 7 من كبار النقابات العمالية بيانا يدعون فيه الرئيس بايدن إلى وقف المساعدات العسكرية لإسرائيل.

وتمثل هذه النقابات ملايين العمال الأميركيين، بما في ذلك اتحاد موظفي الخدمات واتحاد عمال صناعات السيارات، وانتقد البيان “رفض إسرائيل تقليل الضرر اللاحق بالمدنيين” وردها الشرس على هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

في الوقت ذاته، ستكون هناك مظاهرات ضد زيارة نتنياهو من مجموعات مختلفة بما فيها الكنائس التي تنادي بدعم سلام الشرق الأوسط، والجماعات اليهودية التقدمية مثل “أميركيون من أجل السلام الآن”.

من ناحية أخرى، وفي تحليل على موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أشار ديفيد ماكوفسكي المسؤول الأميركي السابق والخبير بالمعهد إلى أن نتنياهو سيحاول نيل دعم إدارة بايدن في الإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي غير محدد زمنيا في مجالين رئيسيين:

  • الأول: محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على طول الحدود بين مصر وغزة، لمنع حركة حماس من إعادة تسليح نفسها من خلال شبكة أنفاقها في رفح التي زارها نتنياهو قبل أسبوع.
  • الثاني:ممر نتساريم المقسِّم لقطاع غزة مباشرة، ولمنع ما تعتبره إسرائيل عودة مقاتلي حماس إلى شمال غزة.

ويرجح ألا تحل الزيارة الاختلافات في مواقف الطرفين الهامشية حيث لا تدفع إلى موقف أميركي صارم تجاه إسرائيل، ولا تزال هناك خلافات قائمة في 4 قضايا رئيسية، ولو بدرجات متفاوتة، وهي:

  • مفاوضات الإفراج عن المحتجزين.
  • تقديم ودخول المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة.
  • سرعة تسليم بعض الأسلحة الأميركية.
  • افتقار إسرائيل إلى خطة “اليوم التالي” لحكم قطاع غزة، على الرغم من الهدف المشترك المتمثل في “القضاء على حركة حماس ومنعها من العودة لحكم القطاع”.
الاخبار العاجلة