أثار الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الحفاوة الزائدة عن اللازم التي أبداها النواب الأميركيون.
واستمر خطاب نتنياهو 55 دقيقة قام خلالها الحاضرون بالوقوف والتصفيق عشرات المرات، في حين رفض أكثر من 80 نائبا من الديمقراطيين حضور هذه الكلمة.
وركز نتنياهو في خطابه على وضع أميركا وإسرائيل في كفة واحدة أمام ما سماه “محور الشر الإيراني”، وقال إنه يسعى لتأسيس تحالف مع الأصدقاء في المنطقة ويكون اسمه “تحالف أبراهام”.
وحمل خطاب نتنياهو كثيرا من الأكاذيب بشأن عدم ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، وعدم قتل أي مدني فلسطيني، فضلا عن حديثه عن إدخال كميات كبيرة من المساعدات، وكلها أمور قابلها النواب بالوقوف والتصفيق الحار، حتى طلب منهم نتنياهو التوقف عن التصفيق والإنصات لما يقول.
وكان أكثر ما لفت الانتباه في الخطاب، هو التصفيق الحار له من قبل المشرعين الأميركيين، حيث حطَّم رقما قياسيا في التصفيق بمعدل 81 مرة، يعني مرة كل 40 ثانية، منها 58 مرة وقفوا فيها على أقدامهم.
لكن خارج قاعة الكونغرس، وبينما كان نتنياهو يلقي خطابه ويتلقى حفاوة النواب، كان آلاف الأميركيين واليهود يشاركون في مظاهرات تطالب بوقف الحرب في غزة، ومنع تزويد إسرائيل بالأسلحة الأميركية.
أما داخل قاعة الكونغرس، فقد اعترضت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب على خطاب نتنياهو، وارتدت الكوفية الفلسطينية، ورفعت لافتة كتب عليها “مجرم حرب”.
وبطبيعة الحال، كانت مواقع التواصل الاجتماعي على خط هذا الخطاب الذي عكس طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة -التي تقول إنها حامية الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم- وبين نتنياهو الذي ينتظر صدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في أي لحظة.
كشف لحقيقة أميركا
فقد كتب شكير بوشعيب “سيسجل هذا اليوم في التاريخ على أنه أحد أيام الخزي والعار في تاريخ الكونغرس الأميركي، حيث استقبل مجرم الحرب نتنياهو بالترحاب والحفاوة والتصفيق، بينما العالم أجمع يشاهد منذ 9 أشهر جرائمه البشعة في أهل غزة”.
كما كتب محمد جنبكلي “أن تحضر مجرم حرب يحاكم في المحاكم الدولية أمام أهم مجلس في أعظم دولة في العالم وتتجاهل قتله 40 ألف مدني، فقد طعنت بسكين كل القوانين الدولية التي كنت تدافع عنها، وأثبت للعالم أنها مجرد أداة يتم استخدامها ضد الضعفاء”.
وفي السياق، قال خالد أبو قاضي “خلال خطاب نتنياهو بعد كل جملتين يلقيها كان يقاطعه أعضاء الكونغرس بالتصفيق الحار الذي كان بعضه يستمر لقرابة نصف دقيقة، لدرجة أن نتنياهو من كثر التصفيق قال لهم: لا أريدكم أن تصفقوا، فقط أنصتوا”.
أما تامر، فيرى أن التصفيق لنتنياهو “لم يكن تعبيرا عن الإعجاب به وبحديثه، ولا لأن نتنياهو كان متحدثا بارعا، بل كان التصفيق مبالغا فيه لإظهار الدعم المطلق لإسرائيل”.
كما قال عبد اللطيف القاسمي “إذا كان أهل غزة يبادون بالأسلحة الأميركية، فلماذا يستغرب الناس أن يصفق الأميركان لمن يعرف كيف يستخدم هذه الأسلحة؟”.
وتعليقا على هذا الخطاب، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بيانا قالت فيه “كان من الأولى اعتقال نتنياهو كمجرم حرب، بدلا من إعطائه فرصة لتلميع وجهه أمام العالم، والتغطية على عمليات القتل الجماعي، والتطهير العرقي في قطاع غزة”.
وفي إسرائيل، وصف زعيم المعارضة يائير لبيد خطاب رئيس الوزراء في الكونغرس بـ”المشين والعار”، قائلا “ماذا عن المخطوفين؟ ماذا قلت حول هذا الموضوع عدا بعض الكلمات الفارغة”.
وقال لبيد “لقد كانت لنتنياهو فرصة للإعلان عن موافقته على الصفقة لإعادة المخطوفين قبل أن يموتوا جميعا في الأنفاق لكنه لم يفعل ذلك”.